السبت، 23 مارس 2013

لماذا كتاب رياض الصالحين؟:

باسم الله الرحمان الرحيم :
ككل التيارات السنية ندعوا للقرآن والسنة علما وعملا ،لكننا لا ندعي بأن فهمنا سلفي كما ينادي بعض فقهائنا رحمهم الله ففرق بين الدعوة لعمل السلف وبين إدعاء فهم السلف الذي يستحيل لعدة أسباب :
أولها :أن كل فقهائنا الأجلاء من السلف ،وككل علمائنا العاملين من أئمة ومحدثين وأولياء رضي الله عنهم أجمعين لم يكونوا على منهج واحد ولا على فهم واحد رغم أنهم جميعا سلف لنا صالح..
ثانيا : لشخصية كل صحابي مميزاتها الذاتية رضي الله عنهم أجمعين..
لذا يبقى قول بعض السلفيين بأنهم على منهاج وفهم الصحابة  كذب علمي وإدعاء لا غير .. إذ لا نشك في أن معظم السلفيين على عمل الصحابة الكرام رضي الله عليهم أجمعين لكنهم ليسوا على فهمهم كما يدعي البعض.. لأنهم ورثوا لنا عموما العمل بالسنة حديثا وقرآنا بل وما كانوا يعبأون أصلا بتوريث فكرهم وفهمهم..
 كما أن فهمهم عليهم رضوان الله لم يكن واحدا بل كان وحدويا: بمعنى قابلا للإختلاف ونابذا لكل ألوان الخلاف : بالرغم من وقوعهم في خلافات وحروب سياسية طاحنة كانت سمومها فوق طاقاتهم رحمهم الله:
 وهذا لا ينقص طبعا من قدرهم : فأحيانا يقوى الإختلاف للخلاف تماما كما حال أمتنا اليوم التي صارت طرائق قددا..
فلا ننكر بأن فقه الإخوة السلفيين لا زال صادقا في الدعوة للعقيدة والعبادات والمعاملات الصحابية كغيرهم من المذاهب المهتمة بالعمل بالحديث الشريف كباب أعظم للسنة الشريفة:
فدعوتهم التعبدية حقا عملية وعلى قدم السلف رضوان الله عليهم لكن فهمهم ليس بسلفي مهما حاولوا تبرير ذلك.. ولأن الفهم السلفي في تجديد خلفي مستمر.. بل ويكاد كل إختصاصهم الدعوة للعمل بالحديث والحفاظ على كل العقائد وكل العبادات والمعاملات الإسلامية دون إبتداع كما كل أهل السنة .. وهذا فعلا  يعلي من قدرهم الجليل عند كل منصف،ما لم يدعوا بأن منهاج أهل الحديث هو المنهج الوحيد أيضا في الفكر وفي الفهم لحد رفض بعضهم لأي تجديد: 
إذ التجديد لا يكون في فقه العقيدة والعبادات والمعاملات ولا في العمل التعبدي بل في ما استجد من فتاوى وعلوم وإشكاليات ومفاهيم واجتهادات فكرية:
وإن كانت الفتاوى الفقهية عموما من إختصاصهم: فالفكر يِؤمه غيرهم:
بل وفهم الصحابة يقترب أكثر ممن إختصاصه الفكر الإسلامي لا النقل بالنقل: 
ولكل من يدعي : أن منهاجه هو الكتاب والسنة بفهم السلف، ويدعو للحديث كأساس والقرآن  كأفق: وبكل تركيز على علوم العقيدة والعبادات والمعاملات كما جل فقهائنا السلفيين رضوان الله عليهم نقول:
 بأن هذا المنهاج في مدرستنا هو أحسن منهاج لفقه الحلال والحرام ولكل الفتاوى الفقهية التي ليست مركبة فكريا والتي لا تحتاج لخبراء في إختصاصات أخرى..
 لكن هذا الفقه السلفي - وغيره من كل العلوم والإختصاصات الإسلامية - ليس هو كل الكتاب ولا كل السنة اللذين لهما اليوم مئات من العلوم ..
فسنة الرسول صلوات ربنا عليه متفرقة اليوم بين:
 فقه المحدثين والفقهاء
 وفكر المفكرين والخبراء  
وإشارات العارفين والأولياء :
رضي الله عنهم أجمعين:
ومنهج أهل الحديث الذي يدعيه اليوم بعض علماء الفتوى والكلام في السنة هو الأساس المتين لفقه الشريعة لكنه ليس كل أفقها : فأفق السنة الشريفة علميا :هو القرآن الكريم كله لا علم الحديث وحده..
فجزاكم الله يا فقهاء السلفية :
 أدعوا لله تعالى سنيا بكل علوم الإسلام دون إدعاء بأن فقهكم هو كل فهم السلف ولا كل أفق إسلامنا الحنيف لمحو كل خلافكم مع من لا يفقه إختصاصكم:
 فالفهم يتجدد بنص الحديث، لكن بعضكم يغلق باب الإجتهاد مرة أخرى باسم التقليد والنقل الذي وإن حبذ في العمل فمنبوذ في  الفهم الذي يجب أن ينبني على قناعات من النقل وعلى نقل بالعقل مركب لا على حفظ بسيط كما بعضنا وللأسف..فبسبب هذا قاد ولا يزال يقود أعداؤنا العقل العالمي أنى شاؤوا.. وبعضكم يهين كل أهل الفكر بل ويحتقر كل من ليس إختصاصه فقه الحديث ولا نهجه بمنهاجه.
فالإسلام دين كل العلوم الحقة ودين كل المناهج العلمية ما كملت:
بل وهناك اليوم مناهج علمية عديدة بمحاربة بعضكم لها يحاربون بل ويكذبون بالعديد من علومنا الإسلامية تماما كما قال الله تعالى : (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه).
فرجاء تواضعوا لله تعالى واستمروا في دعواتكم المباركة للعمل السلفي لا الفهم السلفي الذي ليس هو فهمهكم : وافتحوا لتلامذتكم النوافذ على كل العلوم الحقة قبل علومنا الإسلامية رجاء.. فالقرآن الكريم اليوم صار يشرح بكل العلوم ..
ولنبحث في القرآن الكريم كله وفي كل فقه الحديث بكل المناهج العلمية النافعة:
وإلا جعلتمونا نصرخ مرة أخرى صرخة إبن سينا : (لقد أبتلينا بقوم لا يعلمون بأن الله تعالى قد هدى غيرهم)..
فبعضكم (وبكل صراحة): يقتل بأحادية المنهاج كل العقل المسلم..
فأنتجوا مسلما شاردا على روح الأصالة قبل المعاصرة.ومهمشا دون شعور لنفسه وواقعه وحضارته الإسلامية السامقة ول ديننا كبديل حضاري شامل..
 فالغرق في فقهكم والإنغلاق على منهاجكم لهما العديد من المزايا لكن من مثالبهما اليوم:
 الماضوية والرجعية لحد تكفير كل من سواكم..
بل ولحد فتاوى التناحر والقتال بيننا كمسلمين تعصبا للمذهب ودعما لسياسات بعض دويلاتنا. وتقزيم كل المذهبية الإسلامية في حدود الشريعة ..
بل ولحد كفر بعضكم بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة قبل العديد من الحكم والعلوم.
فمنهجكم منهج بداية عمل لا كل العلم إخوتنا في الله تعالى:
وأنتم المفتاح والباب الأول للسواد الأكبر من المسلمين إن لم تغرقوا وتغرقونا كمسلمين في كل الماضويات فهما ولا نقول عملا :
 فللسنة الشريفة وللقرآن الكريم بحور من العلوم والحكم مدخلها مواعظكم وخطاباتكم واجتهاداتكم إن علمتم تلامذتكم بأن الإسلام دين :للنقل بالعقل: لا دين تقليد ودين قناعات علمية وحكم بالغة:
فتواضعوا لله وعلمونا كل القرآن وكل السنة بفقهكم كمدخل متين وباب عملي  أول لا غير:  ( أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض)
ولا أعني بهذا السلفية العلمية التي يعلم روادها حدود إختصاصات منهاجهم والحمد لله تعالى.
وكباب أولي للفقه ندعوا للعمل بكتاب رياض الصالحين لسلاسته وتأكيده على التدرج في العمل وإيجازه لجل الأبجديات الإسلامية :  بل ونعده مختصرا أوليا شاملا لكل الفقهيات العامة ،وموجز إيماني عملي تسطع فيه ومنه أشعة كل السنة بصفاء بديع وبتدرج من ألفه حكيم رضي الله عنه:
الدخول للكتاب
والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق